"
next
مطالعه کتاب قصص آل الشيرازي جهاد دائم ... و عطاء مستمر
فهرست کتاب
مشخصات کتاب


مورد علاقه:
0

دانلود کتاب


مشاهده صفحه کامل دانلود

قصص آل الشيرازي جهاد دائم … وعطاء مستمر

اشارة

الشيخ فلاح الحلفي

النجف الأشرف

آل الشيرازي

جهاد دائم … وعطاء مستمر

حقا انها شجرة طيبة تؤتي اكلها كل حين بأذن ربها …

وأنعم بها من شجرة اثمرت وجادت للاسلام والمسلمين.

العلماء تلو العلماء، والادباء تلو الادباء، والعباقرة تلو العباقرة، فكانت في كل مرحلة مدرسة.. وفي كل عصر نور … وفي كل مكان واحة بهفو اليها الضائعون.. ويستنير بها التائهون.. وينهل من عذبها العاطشون..

فمن الشيرازي الاكبر (الميرزا محمد حسن الشيرازي) استاذ العلماء والمجتهدين وقائد نهضة الامة في وجه الاستعمار، والي الشيرازي الاوسط (ا لميرزا محمد تقي الشيرازي) والي المرجع الراحل سماحة آية الله العظمي (السيد محمد الشيرازي (قد)) علوم واخلاق وآداب وفضائل.. وجهاد مرير وعطاء دائم.. ومواقف مبدئية شجاعة في نصرة الاسلام والمظلومين.. وترويج المذهب الحق مذهب اهل بيت العصمة والطهارة (ع) والي سماحة المرجع الديني آية الله العظمي السيد صادق الحسيني الشيرازي (دام ظله) علوم وأخلاق وآداب وفضائل.

فيالها من شجرة انبتت شجرات.. ويالها من سلسلة كريمة … خطت بالفضائل والمكرمات.. وجعلهم ربهم سبحانه مباركين اينما كانوا نفاعين حيثما رحلوا.

المعد

النجف الأشرف

5 / رجب / 1428

موجز عن حياة المجدد الشيرازي الأول آية الله العظمي

اشارة

السيد محمد حسن الشيرازي (اعلي الله مقامه)

1230ه - 1312ه

موجز عن حياة المجدد الشيرازي الأول آية الله العظمي

السيد محمد حسن الشيرازي (اعلي الله مقامه)

1230ه - 1312ه

قائد ثورة التنباك

هجراته العلمية: هاجر من (شيراز) الي (اصفهان) ودرس فيها برهة من الزمن ثم هاجر منها الي النجف الاشرف (1259ه) ثم هاجر منها الي (سامراء المشرفة) (1291ه).

كبار اساتذته: آيات الله العظام: السيد حسن المدرس، المحقق الكلباسي، صاحب الجواهر والشيخ الانصاري (قده).

من تلامذته: آيات الله العظام: السيد الميرزا اسماعيل الشيرازي، الشيخ محمد تقي الشيرازي، الحاج آقا رضا الهمداني و الشيخ فضل النوري (قده).

مرجعيته: انتقلت اليه المرجعية الاسلامية العامة بعد وفاة استاذه (الشيخ الانصاري) قده عام (1282ه) الي ان توفي عام (1312ه).

قضايا اجتماعية: كان (قده) من اكابر العلماء الذين لم يسمح الزمان بامثالهم الا قليلا، وقد اخذ باطراف الحزم والكياسة والادارة العامة للبلاد، سياسيا، واجتماعيا، واقتصاديا، وثقافيا فكان المثل الكامل للرسول الاعظم والائمة الطاهرين –صلوات الله عليهم اجمعين- في ادارة امور الناس دينيا ودنيويا.

اولاده: (ابنان) العلامة السيد الميرزا محمد وكان من الفضلاء المحققين من تلامذة والده، وآية الله السيد الميرزا علي آقا المترجم هنا وبنتان.

مواصفات المرجع المطلوب

ومما ينقل عنه (رحمة الله عليه) أن المجدد الشيرازي الكبير – قائد ثورة التبغ في ايران سنة (1891م) والذي بافتائه تحريم التبغ قطع الطريق علي الاستعمار البريطاني في السيطرة الاقتصادية علي ايران وفرض التبعية السياسية علي حكومة ناصر الدين شاه القاجاري – سألوه ذات مرة عن شروط المرجعية ومواصفات المجتهد الذي ينبغي تقليده من قبل الناس واتباع نهجه واوامره؟

فقال: ان للمرجعية مائة شرط وصفة، اوله العلم، والثانية التقوي، والبقية فن الادارة لشؤون المجتمع ومداراة الناس والنظر في حوائجهم و فق مقتضيات العصر الذي يعيشونه.

بعد وفاة الشيخ الانصاري

بعد وفاة الشيخ الانصاري (اعلي الله مقامه) جاء مجموعة من طلاب الشيخ الي المجدد الشيرازي الكبير (أعلي الله مقامه) وطلبوا منه التصدي للمرجعية وأصروا عليه اصرارا كبيرا حتي اقنعوه بقبول هذه المسؤولية فجرت دموعه علي خديه ولحيته المباركة ثم اقسم انه ((لم يخطر في ذهني ابدا أني احمل عبء هذه المسؤولية العظيمة)).

وهذه الجملة القصيرة من الميرزا الكبير جديرة بالتأمل جداً، وينبغي علي طلاب العلم ان يقتدوا به ويفكروا كما كان يفكر.

مجلس عزاء

كان يقام مجلس عزاء في منزل المجدد الشيرازي في كربلاء طيلة ايام عاشوراء وكان في اليوم العاشر يذهب ومعه العلماء والطلاب الي حرم سيد الشهداء وحرم ابي الفضل العباس ويقيمون مجلس عزاء هناك ايضا، كانت عادة الميرزا ان يقرأ في غرفته كل يوم زيارة عاشوراء ثم ينزل للاشتراك في مجلس العزاء يقول احد الاعاظم: ذات يوم كنت حاضرا قبل الموعد المقرر فجأة نزل الميرزا بحالة غير عادية منكسرا حزينا … نزل الدرج ودخل المجلس وقال: اليوم يجب ان تذكروا مصيبة عطش سيد الشهداء ويكون العزاء حولها. فتأثر جميع اهل المجلس كثيرا واغمي علي بعضهم وعلي تلك الحالة انتقلوا برفقة الميرزا الي الصحن والحرم المقدس وكأن الميرزا كان مأمورا بهذه التنبيه.

في مجلس الدرس

اشترك الآخوند الخراساني ذات يوم في درس استاذه في سامراء ليتبرك بحديثه.. كان الاستاذ جالسا علي منبر يستدل علي وجهة نظر في احدي مسائل الدرس فا شكل الآخوند علي ما اختاره الاستاذ وأوضح رأيا آخر يتبناه.

واجابه الاستاذ مفندا ادلة تلميذه واضاف ادلة أخري علي ما ذهب اليه وتكرر هذا الامر بينهما مرتين او ثلاثا وكان سائر الطلاب ساكتين يتابعون ما يجري بدقة وعندما أحتدم النقاش قبل الآخوند رأي استاذه احتراما له وسكت.

انتهي الدرس … وفي اليوم التالي عندما ارتقي الميرزا لمنبر وقبل ان يبدأ الدرس توجه الطلاب والفضلاء الحاضرين قائلا: المسألة التي دارت البحث فيها امس الحق مع جناب الآخوند ورأيه هو الصحيح.

الميرزا الشيرازي (رحمه الله)

كان في سامراء رجل يحقد علي الميرزا الشيرازي لسبب عاطفي … فقام هذا بالاعتداء بالضرب علي ابن الميرزا، الميرزا محمد الشيرازي فتوفي بسبب ذلك.. ولم ينبس الميرزا ببنت شفة ولم يصدر عنه ادني رد فعل وحاول اعداء الاسلام انذاك استغلال هذه الحادثة لايجاد اختلاف بين المسلمين … فجاء عدد منهم الي سامراء وقابلوا الميرزا في محاولة لتحقيق هذا الهدف وطلبوا منه ان يرد علي ما حصل ويصدر تعليماته.. فأنكر عليهم الميرزا بشدة قائلا: اريد ان تفهموا جيدا انه لا يحق لكم التدخل في أي من امورنا نحن المسلمين وهذه حادثة عادية وقعت بين اخوين …

وخرجوا من بين يدي الميرزا يجرون اذيال الخيبة … وعندما بلغ ذلك (الباب العالي) في استانبول، فرح الخليفة بهذا الموقف الذكي من مرجع الشيعة وامر والي بغداد ان يقوم شخصيا بزيارة الميرزا، ويقدم له الشكر ويعتذر عن وقوع الحادثة مبديا أسفه.

ثم لا اله الا الله

عندما أصدر المجدد الشيرازي الكبير فتواه المعروفة بتحريم التبغ في ايران، ليفلس بها الشركة البريطانية المتاجرة بالتبغ و التي كانت غطاء للتغلغل في ايران والسيطرة علي ادارة الحكم اوالاقتصاد في سنة (1891م) بعث الحاكم ناصر الدين شاه (القاجاري) مندوبا الي الامام الشيرازي في مدينة سامراء لشرح له فوائد المعاهدة مع البريطانيين، لعله يقتنع فيسحب فتواه.

دخل مندوب الشاه علي السيد الشيرازي، وأخذ يتكلم بكلام مسهب حتي انتهي بعد اطناب وتملق.

فلم يكن جواب الشيرازي الكبير غير الكلمة الشريفة (لا اله الا الله)

ثم امر السيد باحضار القهوة، وهو اشارة الي ختام الجلسة وانه لم يقتنع، فخرج المندوب وعاد في اليوم الثاني، وهو يعيد كلامه الاول باسلوب آخر. ولما انتهي من كلامه، اعاد السيد الشيرازي كلمته ولكن باضافة (ثم) فقال: (ثم لا اله الا

1 تا 45